جُرم الكلمات

قياسي

كتب هذه التدوينة الصديق إبراهيم حسينون @IHusainoun 

وُلد وانتهى به المطاف وهو رهن الكلمة, ملامحه لا تُجيد صياغة ما يُكنه ويحس به من مشاعر فقد اعتادت على الكذب ولكن كلماته تفضحه دائما .. حروفه المبتلة بدموعه خير برهان لحزنه, ومقدار الغلظة التي تصوغها كلماته ما هي إلا فيضٌ من غضبه وسخطه.

كلماته تختنق في محيطه كونها بيئة ترحب بالكلمات المسموعة ولا تعير أي اهتمام لما يسطره القلم .. قُبح العنصرية يُمارس حتى في دنيا الكلام. فلا قيمة تذكر لهذا الشخص كونه يعيش في بيئة لا يجيد ابجديات التعبير فيها ,وطريقة التعبير الوحيدة التي يتقنها هي وقوعٌ في المحظور. باتت الكلمات جريمة يعاقب عليها القانون. فبمقدار صدق كلماتك تكون العقوبة , بداية من الموت وانتهاءً بالسَجن الذي لا يُعرف له نهاية. هذا القانون يمارس ابشع صور الطغيان كونه يعاقب البشر بجرم الكلمات.

نحن لا نصوغ الكلمات ولا نختلقها بل الكون يجريها على ألسنتنا وأناملنا. الكلمات تتقمصنا احيانا حتى تُقال او تُكتب. تبحث عن صوتٍ يليق بنطقها او عن حبرٍ يجيد رسمها. تشاركنا احلامنا ويقظتنا حتى تختار لنفسها تاريخ ميلاد. هي الشيء الوحيد في هذا الكون الذي يختار لنفسه ميلادا يليق به. بمجرد انتهاء مخاض ولادتها يلتصق قدرها بقدرنا ونتحمل بعدها كل تبعاتها .. فكيف بعد هذا يؤخذ بذنبها من كان أكبر ذنبه اختيار الكلمات له .

رأيان حول “جُرم الكلمات

  1. KhoOoKha

    وليست كل أحرفنا لها أذن لتسمعها…وليس جميع ما نكتُب يُفسر وفق معانينا…… كم بين سطورك من تضمينات واقعية لايدركها إلا من عاش تجربتها.. (ملامحه لاتجيد صياغة مايكنه) .. (بيئة ترحب بالكلمات المسموعة ولاتعير أي اهتمام لما يسطره القلم) … دائما ماتبوح بما يختلج داخلي..
    وُفقت وُفقت .. وأبدعت أبدعت !

  2. أحمد بارزيق

    هنيئا لمخاض أنجب كلمات تحمل هذا الكم من الألق..أن يسطر الكثير في ثنيات القليل هو الإبداع بعينه..بوركت وبورك قلمك وجعله الله دائما باعثا للتفكر والتأمل فيما قد تغفله الأبصار..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *