“قف مثلي لِتُشبهني”،
يقول المنحوت من صخرٍ،
“لا الجوع، ولا الجمود،
ولا اختلال الوقوف يثنيني!”.
فأتبع السكون قُباله دهرًا، وأنصرف.
ينادي بالأسى وداعه:
“قد ألِفت الرحيل، أيا رفيقًا،
وائتلفت التَرك،
فلن تجد وجهًا للهوية”.
“سِر خلفي لتشبهني”،
يقول مسافرٌ على عجلٍ،
“لا التيه، ولا الحريق،
ولا انعدام المصير يثنيني!”.
فأكلُم على الطريق خطواته لوحةً،
نقشَ وثبِ إنسٍ مرمِيّة.
“قد انتحرت البوصلة، أيا رفيقًا،
وذابت الوجهات،
فلن تجد اسمًا للهوية”.
“مُت جنبي لتشبهني”،
يقول المنسيُّ في قبرٍ،
“لا النوح، ولا الدموع،
ولا أنين الشواهد يُنسيني،
أنا الهوية”.
فأحيد للأفق طريقتي،
أنا، وشبحي، وظلٌّ في الدرب يُسليني،
ولا يُشبهني!
مكنونة هي ثورتي، وانتفاضتي،
شهدٌ، تذكرني في كوب شاي لا يعنيني.
فلا ضير، أيا صديقي،
إن التفظتنا مجامع الوجوه،
سنكتب على الهوامش أصل الحكاية،
لحنًا، وحِسًا، وكنايات معانٍ مرويَّة.
شبحي، أحمله، نصًا أبدي،
وظلي في الخطى وطنٌ يحميني،
ولا يُشبهني!