فزِعٌ،
في مُعتركِ المعيشة وحدك،
سكبتَ خِتام المطر.
بكل وجعٍ نُحِت على عظامك،
إذا ما ارتطمت بالأرض،
ودَوَت تكسّرات أحلامك.
ووعيتَ الوجود،
في حربٍ لا تفهم كنهها ومعناها.
وألِفتَ الطريق،
وأنِفتَ القدرة على صياغة آمالك.
لا عِطرَ في الصبا تُعتّقُ شَذَاه،
لا وجهَ للفجرِ تستشفّ نِداه.
في كُلّ حجرٍ ارتوى بدمائِك مَرة،
تدفن مُرّ ذكرياتك،
هكذا، توجُّسًا، ترسم أثر المسير.
فنصفك تائهٌ،
والنصف تختزله الشمس، ابتذالًا،
في كلمة أو اثنتين.
وهكذا، تترصد الأعين، جموعًا وفُرادى،
حينًا، تنهش لغةً من حَشاك،
لا لِشيءٍ، بل لأنك لم تمت حين لفظتكَ السماء،
ولِما نسجتَ، من ذرّات الرملِ، صحراءً،
يضوعُ بعمقها ما يُكدّرُ وحشة صَمتها،
قَصُرَ فهمُ ترميزها على المستبصِرين.