كل أرضٍ لا تحتويك فردًا،
تهمس قرارةً عن قدرك المشؤوم من الوحدة.
فالجأ إلى أبجديةٍ، تخلقها،
تكنُّ بها ضمائرًا، لا تبطلها ترهات اللغات والنحائين.
معتصمًا بليلٍ، حجرٍ، وشجرة برية.
فقاوم، دون وقوفك على ذاتك تنسلُّ بين أناملك،
وقاوم، دون تبدد العمر لا تعي فيمَ.
هذه الحياة مدينةٌ لنا باعتذارٍ،
عن كل التنازلات التي غضضنا برضاها،
مصيّرة خلاصتنا انتفاضة،
وترميم بعضنا كيفما ننكسر،
وعلى رُهابنا، إذا ما أفلتت بوحشيتها،
شيطانًا متوغلًا في جنونه،
أو تاه فهمنا، وحِرنا في السبيل.
أما أنا، يا صديقي، مسافرٌ في عذاباتي،
لأجل أن تتحقق أسوأ نبوءاتي.
أساير الطريقة، علّ الطريق يعطف على خاتمه.
أنا هنا، يا صديقي، سيزيف مستحلًا من مطلقه،
مستترًا بخوف وحزن في لكنته الاعتيادية.
كل استنطاق للظل، صياغة أخرى للعدم مسرحية،
متمنيًا بأن تطلّ فيها تجليات للهوية.
فقيرٌ إلا من يأسي، وتراكمات بشاعة، وتكسّرات فوضوية.
قد ذابت قبلًا غربتي من ثقل الواقع،
فاستحلّ زيفٌ، مسترضيًا، ناحتًا فوق وجهي ملامحًا طينيّة.
لا زلت أفتش عن غربتي المفقودة،
تعيد إليّ شيء من خفتي، وانكساري، ومني.
مشتاق إلى مدينةٍ، كُتبت على أسوارها قصائدًا، وفي إثرها خيبة.
أنا، يا صديقي، معتلٌّ بأسمائي، وقد غضبَت بنانها من أحشائي.
أنا، يا صديقي، مثقل ببصيرتي، وقد زلّ الدرب عن خطواتي.
لم يبقَ فيّ سوى هاربٌ أهوج، يقصد بردًا، وضوءًا وريحا عتيّة.
مخبئًا مأثورًا تفتت نفسه من كل أجزائه.
أنا، يا صديقًا، شقيٌّ ببقيتي، عجز الكتاب أن يضمّني في حكاياته.
اظن من تلات سنين بدخل هنا كل ماحسيت بضيقة ..بادغيش عبقري على طريقته
ابداع