يقص الدكتور غازي القصيبي في كتابه الأشهر (حياة في الإدارة)، قصته مع أول محاولة رشوة تعرض لها ؛ ما لفت انتباهي الشخصي في كل القصة كان توابعها ؛ “فور عودتي إلى المنزل قلت لزوجتي : عندي خبر عجيب ؛ أضعت اليوم مليوني ريال !، أدركت زوجتي على الفور ما حدث، وقالت : لا يهم، لا أعتقد بأننا سنموت جوعاً” أ.هـ.
بعيداً عن الرقم الذي كان يخزنه الكاتب في حسابه المصرفي، والذي يقسم بدوره بأنه لم يكن يتجاوز عشارات الآلاف من الريالات، وبعيداً عن بقية تفاصيل حياته المادية ؛ فالرد الأخير أخذ بيد تفكيري ليسرح به في خيالات كل الماديات التي طمحت إليها يوماً، حول الأموال التي سأبعثرها إن أنا تملكت مبلغاً كبيراً من المال، أقرب منه إلى اللانهائية منه إلى الأرقام التي نعرفها. تخيلت كل شيء ولم أصل إلى مبلغ من المبالغ الجنونية التي نسمعها، فاستيقظت بعدها وأنا أفكر في كل هذه الأوراق الخضراء وكيف تحولت من كونها مادة لتلبية الرغبات إلى كونها رغبة بحد ذاتها.
أذكر أبي وهو يوصيني بألا أشتري إلا ما أحتاج وأعرف يقيناً بحاجتي له، وطريقته في الأسئلة الثلاثة التي تحدد الاحتياج ومقداره وعن إضافة ما أنوي شراءه لحياتي. وأذكر في نفس الوقت وصية جدتي بألا أبخل على نفسي ما دمت قادراً ولن أظلم محتاجاً بشرائي هذا .. وأعتقد بأن هاتين الوصيتين تشكلان منظومة تدير عملية الشراء التي يجب أن تكون !
—
حساب والدي (سعيد بادغيش) في تويتر : @lovemybees