صدى

قياسي

forrest-wallpaper


أطلّت حكيمة من خلف النسيان، وقالت: “من السهل كتابة الأحزان، الأعظم أن تكتب نصًا راقصًا”.


يُؤثر للحظات الجميلات أن تُعاش، بكل تفاصيلها. فكلما ارتميت في قلب الفرح، تغاضيت عمدًا عمّا ينهش روحك. فالسعادة سرقةٌ من جُبِّ القدر، هكذا كانت، وهكذا ستكون.

طُبع في الأيام أنك لا تختبئ من حزنك إلا التقاك، وإن التهيت عنه بملاحقة سراب تدعوه السعادة. وهكذا ترفض حقيقةً بأن الأخيرة طارئة عليك، والأخرى ذاتك أنت. إن أحسنت استقبالها وَجدْتَك. كُتب في الألواح؛ محاولة نفي دائمة للأتراح، لئلا تتراكم عليك فتكسرك، لا تعود بعدها كما كنت، غافلًا  عن استيعابها.

حاول أن تفكك مشاعرك باستمرار، واستقرئ أيُّها أصيل فيك، وأيها دخيل الصدفة الظرفية، محتمل التقلّب في سياق آخر. ستجد في قرارتك شعورٌ مستيطن، بأن السعادة لك حق، يستفزك تهديده، كما تغضب لسرقته؛ شعورٌ ببراءتك من الحَزن.

وتلك خديعة الأمنيات والأحاكي الشعبية، تشابه بعضها سردًا، تُختتم بعبارة متفائلة، تهمس في مسمعك زورًا أن النبل سيكتبها.

طعم الحياد في أرض المشاعر لم يكن يومًا مستساغًا. لذا نفتّش عن سعادة طارئة، نتشدق بها لما استذذناها. وكأننا قبضنا عليها بين كفّينا، مرددين كلماتٍ من الأمل كذبًا، فنؤمن بأنها خلاص الطريق.

ما كتب الأقدمون أقاصيصًا محايدة، حرَّفوا الحياة وجعلوا للنهايات عرشًا زائفًا، وصرخوا بأنها حالة أبدية. لكن القدر ما خبّأ أميرة ولا جنيّة سحرية. فانزل من وهمك واحتضن تربتك، فمنها يبتدئ المسير.

أن تتفاءل، أن تتغافل، وكأنك غير مدرك لمُصابك، ولا مؤهل للإبصار. لم يتبسم واقعًا قط، لكن لا تبتئس. يقول صبيٌ في غاباتك: “انحت ثورتك، وأعطِ لرفضك صوتًا، وسأكون لكلماتك الصدى”.