في أحد لقاءاتنا مع الدكتور جاسم سلطان صاحب مشروع النهضة، وفي ظل الحوار مترامي الأطراف، سأله أحدنا : “كيف وجدت نفسك ؟ وكيف وجدت مشروع النهضة الذي يلائمك ؟”. فعليًا هذا ما نجده على الدكتور جاسم سلطان، فانغماسه بمشروع النهضة يقر لك بأنه وجد البيئة التي تناسبه، وابتسامته العميقة التي تلازمه تخبرك بذلك وتؤكده.
كان جواب د.جاسم بأنه إيجاد المشروع الذي يلائمه كلفه خمسًا وعشرين عامًا من البحث عنه، وحكى لنا عن عدد من تجاربه غير الناجحة، والتي ساعدته نهاية باختيار تلك التجربة التي نجحت، والتي أطلق عليها اسم “مشروع النهضة”.
كان من هذه التجارب قصته مع بعض الجماعات الإسلامية، وكان بعضهم يفرض على متبعيه طريقة معينة للحياة، نوع من الوصاية التي يدفعها الحب والفكرة. وبطبيعة الحال، فلم تناسب تلك الطريقة التي وضعها قواد الجماعة كل مرتاديها، فاختلاف الناس لا يقتصر على شخصياتهم وطبائعهم، بل يشمل حتى رؤاهم وطرق تفكيرهم واختيارهم، وحتى طرق وصولهم لله سبحانه.
أخبرنا يومها بأنه {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} [آل عمران:١٢]، وأخبرنا بأنه هو شخصيًا لم يناسبه اعتزال الناس مثلًا ولم يناسبه التصومع وقضاء الأيام في الذكر والعبادة المجردة بشكل متواصل، وبأنه يجد نفسه لله أقرب في مجال الفكر وفي التحليل والكتابة والتأليف، فذلك أكثر ما يحب هو شخصيًا.
صعب جدًا ويكاد يصل للمستحيل أن يجد لك غيرك مجالك الذي تحب، أو أن تجد ذاتك في أول تجاربك في البحث عنها.
تعليق : عدم موافقة أحدهم لطريقك، أو عدم موافقتك لطريقة غيرك في الوصول لله سبحانه، لا يعني أبدًا خطأ طريقةٍ وصواب أخرى، كلها طرق لله تعالى، وكل إنسان معني بطريقه، هو وإيمانه فقط.
د.جاسم سلطان : @DrJassimSultan
الوسم الخاص (هاشتاق) بمشروع النهضة : #نهضة
عبدالرحمن إدريس (صاحب السؤال الأول) : @edrees_