تلخيص كتاب “فقه الجهاد” ؛ (١) الجهاد بمفهوم شامل

قياسي

 

في البداية ؛ كانت كلمة الجهاد تمثل سؤالاً بالنسبة لي، لأنني أحفظ الكثير من الآيات القرآنية ومن الأحاديث النبوية التي تدعو لهذا الباب وتضع له جزيل ثواب وأجر، ولكن من جهة أخرى كانت مفاهيم الجهاد متضاربة من حولي، كانت مفاهيماً تدميرية وعنيفة ولا إنسانية، ومن جهة أخرى صار البعض يتحرج من هذا الاسم، كل هذا دفعني نهاية لأقرأ عن معاني الجهاد ومفاهيمه، فاخترت كتاب “فقه الجهاد” للدكتور يوسف القرضاوي ؛ لما أعرفه عن الدكتور من اعتدال فكر – في نظري على الأقل، ولعلمي المسبق بشمولية الكتاب للموضوع. وبعد انتهائي من الكتاب ارتأيت بأن أنشر تلخيصي للموضوع لينظر إليه أكبر عدد من المتسائلين، حتى لا يهاجم أحدهم هذا الباب دون علم، حتى لا نشوه نحن إسلامنا بأيدينا، وارتأيت تبسيط فكرة الكتاب أخيراً ليكون بمتناول الجميع.


في بداية الكتاب ؛ بدأ المؤلف بذكره بعضاً من تعريفات الجهاد، فكتب بأن الجهاد لغةً من الجد وبذل الوسع، أما اصطلاحاً فكان هو بذل المسلم جهده ووسعه في مقاومة الشر ومطاردة الباطل، بدءاً بجهاد الشر داخل نفسه بإغراء شيطانه، وتثنية بمقاومة الشر داخل المجتمع من حوله، منتهياً بمطاردة الشر حيث كان، بقدر استطاعته. ويظهر من تعريف الكاتب بأنه قام بتقسيم مفهوم الجهاد مبدئياً إلى ثلاث دوائر ؛ (١) داخل الإنسان، (٢) داخل المجتمع، (٣) الشر حيث كان. وبأنه بدأ بالدائرة الأصغر فلا يصح بأن يبدأ أحدٌ بدائرة وهي جوفاء فلم يملأ ما يبطنها من دوائر.

ومع المزيد من تفاصيل الكتاب قام الكتاب بتقسيم آخر أكثر شمولاً لمفهوم الجهاد، فقسم الجهاد إلى خمسة أبواب هي ؛ (١) مجاهدة النفس، (٢) مجاهدة الشيطان، (٣) جهاد مدني، (٤) جهاد داخل المجتمع، (٥) جهاد العدو الظاهر.

وبشيء من شرح التقسيم :

  • مجاهدة النفس : ببذلها على الالتزام بمنهج الله سبحانه؛ لحملها على التعلم، والعمل بذاك العلم، وعلى الدعوة ومشاقها.
  • مجاهدة الشيطان : باليقين والعلم ضد الشبهات، وبالصبر ضد الشهوات.
  • جهاد مدني : وهو تلبية حاجات المجتمع المدنية، كالجانب العلمي أو الاجتماعي أو الطبي أو التربوي ..إلخ.
  • جهاد داخل المجتمع : يكون بمقاومة كل ما يفكك المجتمع، من ظلم وفسوق وانحلال وردة*، باختصار هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر**.
  • جهاد العدو الظاهر : وسيأتي تفصيله في التدوينة القادمة.
——-
(*) :  يرى المؤلف بأن للإنسان حقه في اختيار دينه وبأنه لا إكراه في الدين، فإن ارتد أحدهم فإنه يُترك ولا يُضيّق عليه إن ارتد في نفسه ولم يترتب على ذلك محاربة أو أذية للمجتمع.
(**) : يرى المؤلف بأن للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شروط هي ؛ الإجماع على منكرية المنكر، وأن يكون المنكر ظاهراً فلا يجوز التجسس، وأن يكون واقعاً ساعة إنكاره. ثم يبين بعد ذلك بأنه يكون بالقلب وباللسان والقلب، وبشيء من التفصيل ؛ يكون بياناً، ثم وعظاً، ثم زجراً، بعدها ينتقل النهي عن المنكر لولي الأمر، فيكون باليد. ولا يجوز للفرد أن ينكر بيده أبداً.