حمَلت على كتفيك أجساد الراحلين،
مثقلةٌ، هي روحك، من وقع التاريخ،
شهيدٌ، هو ضميرك، وخطيئته الهوية.
تربّت على ساعديك، مشرق كل صبيحة، مطمئنًا،
علّ المغيب يشهد رقصتك الغجرية.
بين أوراقٍ، وأزهار، لم تجد مكانة في قافيتك الأخيرة.
أنت، الآن، تجرّ الخُطى، هونًا، تحت أنقاض الآفلين،
مستيقنٌ، بما سيجمد في صدرك؛ كل شيء، ما كان يكافح منك، ويسافر؛
الصوت الحزين، شعيرات حالكات، والسلام في مقلتيك!
ويبقى الذنب بين جنبيك، يُنسيك بأن ارتفعت، فوقك، سماء.
فأدِم التبصّر في باطن الشمس، ترَ بقايا ذاتك المسلوبة،
وحاول، حينًا، القبض على ذكرى متلاشية، قبيل الغياب.
تنبّأ طالعي القديم بأننا لن نعيش طويلًا،
لن نبعث بليلاء مقمرة، ولا مغيمة،
فلم نوجد، ابتداءً، من رحم ياسمينة.
وإن كان القلب موطنًا سمحًا، فلم ينبض غير منتفض من وجع.
راكضًا، وراء ضيٍّ، بالأفق، نجمة، حلُم بأن يبعثر بين كفيها نصف تحية.
ليرجع الصدأ، بين جنبيه، ذهبًا، أو علّ سحرًا، يصيّره شبه أغنية.
سُكبت، في الطريق، مكنوزات روحه، ولم يُعط شدّة، يرقى بها تلّة.
غريبٌ، ألا تصمد نجمة مضوية، أكثر من شعلتي الصغيرة.
مستهجنٌ، ألا يسكن نبضٌ، لم يبدِ خوفًا، ولا شكوى،
إذ التحف، بالمساء، خيبته، بلا نحيب، أو نداء،
متطاولًا، متعذبًا، لا يُخضب بنانه، بخيالات أمنية،
ولا سراب أيام عادية!
اتمنى لو تقرأها بصوتك