كن إنساناً

قياسي

كثيرٌ من القصص والحكايات التي نحفظها لم نكن طرفاً فيها, لكنها في الوقت ذاته تشكل محوراً مهماً في حياتنا, ونبني عليها جُل حياتنا أو كلها أحياناً أخرى. وقد لا تملك دليلاً لإثبات قصتك سوى إيمانك بساردها وراويها, تصديقاً له حباً فيه.

من هذه القصص في حياتي ؛ حكاية تقسيم الله – سبحانه وتعالى – للمسؤوليات بين ملائكته ؛ فهذا خازن للجنة, وذاك مالك النار, وهناك أمين على الجبال وآخر للبحار .. إلخ, وصرح لهم بأنه جاعلٌ في الأرض خليفة, وأمرهم لذلك بالسجود له, معلناً تسخير كل مالديهم ليدي ذلك الخليفة كما أفهم.

المعادلة كما أراها باختصار ؛ هي أن الإنسان مسؤول عن كل الأرض ؛ تعميرها وبناءها, ونشر كل المعاني السامية فيها من حريةٍ وعملٍ وعدلٍ وحبٍ وما إلى ذلك من قيمٍ ومعانٍ.

وهذه هي قيمتك كإنسان كما أراها, كما أرى الكل يراك بها أيضاً, منتظرين منك نظرتك لنفسك بطريقة أفضل.

أنتظر منك أن تجعل لنظرة الكل وانتظارهم قيمةً ومعنىً, أن تعرف بدايةً ماذا وأين ستكون, أن تجد أجوبتك على أسئلتك الكبرى حولك أولاً .. وأنتظر منك ألا تنتظر غيرك, أنت المعني بصاحب التغيير, وأنت الوحيد الذي يمكنه الجواب على استفهاماتك.

تذكر بأن كل ما حولك ينتظر منك مساعدته بتحديد موقفك, وتذكر بأنك تقتل كل الأحلام المنتشرة حولك إن لم يكن في حياتك أهدافاً تسعى لتحقيقها .. أتصورهم جميعاً ينادوك برجاء ؛ أن كن إنساناً !

مقالة قديمة كتبتها بتاريخ 27 شوال 1432هـ

رأي واحد حول “كن إنساناً

  1. امتنان

    جزاك الله خير ..
    نشرت هذه التدوينة و اقتبست منها لصديقاتي في الفيس بوك , إلى الأمام .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *