أعشق عالم الأفكار
عالم تخلو سماؤه من بعض الأعلام المرفرفة, لا ترتفع في أسماء على أخرى, عالم فرشت أرضه بالحرية .. يسبح فيها أيٌ كيف شاء.
كل إنسان يحق له الدخول لهذا العالم, لا ينتظرك عند بوابته حارس أو غليظ أو شيء من هذا القبيل. في الحقيقة .. ليس له أسوار تحيطه أو أبواب تنظم الدخول إليه, كل شخص يدخل من أي جهة تناسبه.
أعشق هذا العالم .. فلا أصنام فيه, كل الأفكار قابلة للنقاش, تعجبني فيه ثقة بعض الأفكار بصلاحيتها, للدرجة التي تجعلها تناديك لتبدأ نقاشها.
قليل هو الإطلاق في هذا العالم, معدودة هي الحقائق المطلقة, نادرة هي الأفكار الخاطئة .. قليل لكن موجود, كلنا نؤمن بذلك.
الكل يسعى إلى الوصول للحقيقة, كل إنسان يلتمس لنفسه طريقاً يراه الأنسب لذلك, والبعض يبتكر طريقاً بنفسه. العجيب في ذلك أن كل الطرق تصل للهدف المنشود, لكن لم يصل أحد حتى الآن, وكأن نهاياتها وهمية أو شيئاً من هذا القبيل, كلما تقدمت في طريق أبصرت المزيد أمامك, لكن بشكل عام .. الكل يواصل مسيره.
لهذا يعتبر البعض بأن كل الطرق صحيحة .. طالما أنك لازلت تمشي في أحدها.
يضحكني البعض عندما ينادي بأنه قد وجد الهدف المنشود (الحقيقة), صدقني .. لا يصل إنسان إلى هناك, وأحد أهم الحقائق تقضي بأن قد زاغ من ادعى الوصول.
وفي الوقت ذاته .. يفقد حياته من توقف عن البحث, يقتل بنفسه كل المعاني في التي تحيط به. ومن الصعب جداً أن تعيد إحياءها.
في عالم الأفكار .. الفكرة لا تموت, لا تؤثر فيها أيٌ من أسلحة الدمار البشرية, الفكرة لاتنهزم إلا بفكرة أقوى منها تعارضها.
مقالة قديمة كتبتها بتاريخ 23 شعبان 1432هـ