خرافة سوق العمل

قياسي

في رحلة من مراحلي الحياتية -وأعتقد بأنها أيضًا لازمة للأغلب في وقتنا الحالي- وجدت نفسي واقفًا أمام عدد لا متناهي من البوابات، ووجدتني مطالبًا باختيار أحدها، ليكون بوابتي إلى العالم بعد ذلك، أو ما يُسمى بتخصصي الجامعي، وفي العمل اليومي بعد ذلك.

وبطبيعة الحال ؛ وجدت نفسي في موقف مزعج جدًا، فأنا مطالب باختيار واحد من ملايين التخصصات، والمرور بأقل ضرر ممكن من ملايين النصائح والتوجيهات حول كل تخصص من تلك التخصصات. أغلب تلك التخصصات بداية ونهاية تدور حول مراعاة الاحتياج العام، أو ما يسمى بسوق العمل.

قرأت مرة مقولة للأديب توفيق الحكيم ؛ “لا يوجد إنسان ضعيف، بل يوجد إنسان يجهل موطن قوته“.

شخصيًا ؛ أنا أؤمن بصحة المقولة السابقة، وأؤمن بخرافة فكرة مراعاة سوق العمل، فالمدرك لمجال قوته، العاشق لمجال عمله، سيخلق لنفسه نهاية بيئته المناسبة لمزاولة عمله الذي يحب، والذي يضمن له رسم مواهبه على أرض الواقع، وفي التغيير أو معايشة يومه.

صحيح بأنه قد تواجه المرء صعوباتٍ في طريقه أحيانًا، ولكنه في النهاية سيقدر على ترجمة خيالاته وعشقه على أرض الواقع، وسيبدع في أعماله ومنتجاته، وسيشار إليه بعد ذلك بأنه علم في مجاله.

أعتقد بأننا بحاجة لكسر التقليدية التي تقتلنا، وتقتل المواهب التي بداخلنا .. يترتب عليك -حتى تبدع- أن تقف بوجه الآخرين مانعًا إياهم من الخضوع لتحكماتهم في دقائق حياتك.

يقول الدكتور بشير الرشيدي ؛ بأن أول ممهد لأي طريق سيجد الكثير من العقبات، أكثر بكثير مما سيجد السائرون في خطاه.

لا تقتلوا إبداعاتكم، ولا تكترثوا لما يُسمى بسوق العمل .. وتذكروا دائما بأن المبدع سيقدم بعض التضحيات بداية الطريق، يقوده إيمانه بما سيجد في نهايته.


حساب لطيف، ينشر بعض المقولات للأديب توفيق الحكيم 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *