قصة قصيرة (٠١) ؛ كتابًا ودينارين

قياسي

يحكى أن رجلًا  أعطى مسكينًا مرة كتابًا ودينارين.

وصلت الأقدار بين طريقيهما بعدها بفترة من الزمن، فسأل الأول صديقه المعدم عما فعله بتلك الأعطية، رد الأخير بأنه اشترى بأثمانها خبزًا أشبعه لعدة أيام. فابتسم صاحب الأعطية بسخرية واستخفاف حاول كتمانهما، مستذكرًا بأن الكتاب الأعطية كان يحمل عنوانًا شبيهًا بـ”كيف تصنع ثروتك ابتداءً من دينارين فقط”.


في عام ١٩٤٣م ؛ طرح كتاب “التحفيز والشخصية” لأبراهام ماسلو نظريته السكلوجية (النفسية) والتي نسبت له بعد ذلك باسمها الشهير “هرم ماسلو للاحتياجات الإنسانية”. باختصار ؛ يتكون هرم ماسلو من خمس مستويات، لا يمكن المراهنة على التغيير في أحدها ما لم يكن هناك اكتفاء لما يسبقه.

(١) الاحتياجات العضوية (الفسيولوجية) : التنفس، الماء، الأكل، التوازن، الجنس، الإخراج، النوم.

(٢) احتياجات السلامة : السلامة الشخصية، سلامة الممتلكات، الأمن الوظيفي، الأمن النفسي، أمن الموارد، السلامة الصحية.

(٣) الاحتياجات الاجتماعية : الحصول على أسرة، وصداقة، وحب.

(٤)  الحاجة للتقدير.

(٥) الحاجة لتحقيق الذات.

شخصيًا ؛ أختلف في بعض التفاصيل الدقيقة لفكرة أبراهام ماسلو، لكني بالعموم أعتقد بصحة هذا الأنموذج. وأعتقد أيضًا بأن درجة الاكتفاء تختلف من شخص لآخر.

تأمل بسيط في أحوال مجتمعنا، تفسر تهافت الخطط النهضوية والتنموية، والنظريات الثقافية والتطويرية ؛ السياسي الذي ينادي الجوعى لتقبل معاني الحرية، المثقف الذي يضع المساكين بين دفتي كتاب مطالبًا إياهم إنهاء قصتهم مع المسكنة .. إلخ.

من قليل ما أنا منه متأكدًا ؛ أن أي انطلاقة للتغيير يجب أن تنطلق من مجتمعها وهمومه، لا من خيالات وحالات نفسية نريد لمجتمع تبنيها.

رأي واحد حول “قصة قصيرة (٠١) ؛ كتابًا ودينارين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *