يومٌ آخرٌ منشود

قياسي

اعتاد على جفاء النوم عن عينيه بالليالي التي ينتظر أمراً مهماً بصبيحتها، اعتاد على ذلك عندما تختلط غمضة عينيه بشيء من القلق أو الخوف، إلا أن نومته الليلة تبدو مختلفة بعض الشيء عن غيرها من ليالي الأرق ؛ فهذه ليلة من السعادة، تؤرقه فيها خيالاته السعيدة أو لحظاته المرحة التي رسمها، انتظرها، وصاغ لكل احتمالات سيرها ردة فعل تبدو لها مناسبة.

وفقدت هذه الليلة نكهتها السنوية عليه بمرور السنين، فقد أغمض جفنيه بكل استسلام للنوم، وأعلن توقفه لانتظار الأرق بليلته هذه، تمتم بوهن متسائلاً ؛ أهو اعتياد منه على مثل هذه الليالي ؟ أهو الأرق الذي اختفى من ليلته، أم هو انتظاره لمثل هذه الليالي الذي اختفى ؟

نحن من تغير يا صديقي، نعم تغيرنا .. ولكن للأسوأ .. ولهذا فقدنا فرحتنا بليالي العيد !!

فقدنا أنفسنا من بين جنبينا، وحلت مكانها كراهيات وأحقاد أفقدتنا إنسانيتنا. هذا ما غيرته الأيام، لن يشعر بشيء من السعادة من لم يملأ أيامه أملاً وحباً وحياة، لا وجود لذاك اليوم الذي تتغير فيه مسيرة حياتنا مالم نغير من أفكارنا التي تقودنا.

ابحثوا عن الإنسان الذي فقدتموه بتكالب الأيام عليه، ابحثوا عنه بعفوٍ وحبٍ ورحمة، ابحثوا عنه بترك الأنانية التي تغزونا والمادية التي تضيق علينا حياتنا، ابحثوا عن جمال إنسانيتكم، وراجعوا تلك الأفكار التي تجعل من نفسها فوق الإنسان نفسه، فلم تكن الأفكار إلا وسيلة لتجعل للإنسان مستقبلاً أفضل .. لا تفقدوا إنسانيتكم ..!

رأي واحد حول “يومٌ آخرٌ منشود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *