قصة رمزية عن رجل أنقذ دباً من مأزق ما, ونتيجة لشعور الرضى الملازم للأخير ؛ قرر متابعة صديقه في باقي يومه. بعد فترة من الزمن أخذ الرجل قيلولته مستظلاً بأحدى الأشجار هناك, كان المشهد هادئاً حتى اللحظة التي لاحظ فيها الدب انزعاج صديقه من تلك الذبابة التي تدور حوله, حتى اللحظة التي أخذ فيها الدب حجراً بجانبه ورماه على الذبابة فقضى عليها .. وعلى صديقه !
يقول الدكتور (فيليب ماكجرو) : الطريق إلى الحياة التعيسة مفروش بالنوايا الحسنة.
لو لاحظنا حياتنا لوجدنا بأن أكثر الكوارث البشرية تغلفها النوايا الحسنة ؛ الطفل الذي اعتقد تمكنه من قيادة السيارة, إلى اللحظة التي يتلمس فيها الشجرة وهي تجلس في المقعد المجاور في سيارته, أو الأم التي تبقي أولادها في حمايتها, إلى اللحظة التي ترى فيها اعوجاج أطفالها وعتمادهم عليها بشكل كبير. حتى أكبر الحروب البشرية قامت على بعض النوايا الحسنة, أتصور كل فريق كان يهدف لأن يخلص العالم من الشر أو شيء من هذا القبيل.
بطبيعة الحال .. تختلف مدخلات شخص لآخر, وبذلك تختلف رؤية كل فرد لتفاصيل الحياة, وبناءً على المدخلات والمعلومات التي يتلقاها كلٌ تتكون المخرجات .. أو النتائج بمعنىً آخر, نكشف أحياناً صحة المدخلات من خطأها بعد النتائج .. أحياناً
من الواجب على كل شخص أن يراقب المعلومات التي يتلقاها, وأن يكون واعياً عند تحليل الأمور, كل إنسان هو المسؤول عن ذلك, هو المسؤول الأول والأخير عن كل معلومة وعن رؤيته وطريقة تحليله وصياغاته أيضاً.
في النهاية .. أعتقد بأننا كلنا نحيا العالم الذي نقتبس منه معلوماتنا وطريقة حكمنا على معلوماتنا, نفس العالم للكل. لكن يختلف وقع المعلومة على شخص من لآخر حسب القيمة التي يضيفها للمعلومة كل فرد.
من الخطأ أن تخطئ, لكن الخطأ الذي لا يُغتفر هو الاستمرار على الخطأ مع العلم بخطأ الخطأ.