مجرد الألون كانت سبباً مقنعاً لأن تحب أحدهم أو تكرهه, في زمن خطت فيه العنصرية أغلب كلماتها !
على شارعٍ فرعي في مدينة ما هناك في البلاد البعيدة يرتفع مبنىً كئيب بعض الشيء, يُطلق عليه غالباً مسمى المدرسة. وللأسف الشديد؛ كانت الأحقاد تسيّر كل شاب فيها, وكان الانتقام روحٌ للتجمعات الطلابية حينها .. كان صعباً جداً على الجميع تقبل بعضهم, خصوصاً بأن ذلك يبتغي تجاهل الكثير من آلام الماضي وتشويهاته.
نظرة إلى بعض التفاصيل الدقيقة بين طلاب فصلٍ دراسيٍ تعتبر كافية لتوضيح الكثير من الاختلافات التي تقسّم طلابنا إلى عدة عصابات شرسة, تفرّق بينهم الكثير من الأحقاد والكراهيات المتراكمة بمرور الوقت.
ووسط سواد القصة وتعتيماتها, نور بعيد يستحق الذكر. لمحة أمل في القصة تستحق الاهتمام, كفيلة بأن ننتظر منها الكثير ؛ عدم الرضا بالواقع وغباءاته كانا قلباً لكل أفعال تلك المدرّسة الجديدة والتي رفضت تقبل انفصال الألوان عن بعضها البعض, فلا بد من بعض الاختلاف لتكوين الجمال هناك على اللوحة.
كانت خطوتها الأولى مختصرة في تركيز الرؤية على التشابهات واعتبارها أساساً في علاقاتنا التي تجمعنا !
وأعتقد شخصياً بأننا في مجتمعنا بحاجة إلى تلك النظرة العامة على بعضنا, بحاجة لأن نعيش في مساحة تظهر لنا تشابهاتنا, ورؤية بعيدة لا تدرك الخطوط التي تفصلناأعتقد بأننا بحاجة إلى تفهم الاختلافات في أيامنا؛ بأن الاختلافات غالباً ما تكوّن للحياة توازنها, وترسم على تفاصيلها زونقة وجمالاً. بحاجة إلى أن نتفكر في الجمال الذي ترسمه اختلاف أصابعنا عن بعضها, وإلى التوازن الذي بدأ بتراكم الوظائف المختلفة لأعضاء جسمنا البشري. بحاجة إلى أن نرسم جمالاً بين اختلاف البشري عن صاحبه وجاره وكل علاقاته, لنزين بذلك مجتمعنا بروعة نتعلمها من اختلافنا في أنفسنا وبين أيدينا ..!
—
القصة مقتبسة من واقعة حقيقية، تم تمثيلها في فيلم FREEDOM WRITERS
مقالة قديمة كتبتها بتاريخ 22 شوال 1432هـ