دائماً ما كان الضيق يخالجه في مشيته بالطريق, دائماً ما كان يتضايق من تلك المدنية التي انتشرت بطريقتها التي لا تبقي على شيء ليعترضها, دائماً ما كان يتضايق منها ويراها سرقته نشوة حريته, بقتلها لجمال الحياة ورونقها من حوله
لا تلوموه .. فقد منعت تلك البنيان نسمات الهواء التي اعتاد على مداعبتها لوجهه, ولم تجد تلك الحياة الطبيعية التي اعتاد عليها مكاناً بين تلك البنايات المنتشرة, بل واختفت تلك الكائنات الحية التي تزين المكان, واختبأت من ذلك العمران في إحدى الزوايا المظلمة.
صحيح بأننا كتبنا لأنفسنا حياةً أفضل وأسهل بمدنيتنا, إلا أننا قتلنا الحياة من حولنا كما أرى !
أنا أكتب هنا لأنني أتألم لمنظر قطٍ تشرد فاختبأ بين قمائم مدينتنا, لأنني أتألم لمنظر قطٍ جائعٍ ينادي رحمة كل إنسان يصادفه في طريقه, لأني أتألم لمنظر هريرة تتحسس أمها بغير استيعاب بأن سيارةً دهستها وكتبت نهاية عمرها .. وأتألم حين ألاحظ التكرار اليومي لمثل هذه المواقف وأبشع ..!
أنا أكتب هذه الكلمات لأنني أعتقد بأن الإنسان مسؤول عن هذه الأرض, عن تطويرها وعن تكييف بقية الكائنات مع ذلك التطوير.
أنا أكتب اليوم علّ كلماتي تلامس أحدهم, ليدشن على الواقع فكرة من إبداعه, يرسم بها بعض الرحمة في شوارعنا, ويكتب نهاية لهذه الفوضى التي نعيش, لتكتسب أيامنا لوناً أكثر رفقاً وإنسانية.
إنسانية راقية ..
مبارك أخي أحمد على هذه المدونة
فتح الله عليك
ونفعنا بك