مشاهدٌ خمسة

قياسي
  • المشهد الأول : جميلةٌ هي تلك الثورات الشعبية، التي يحركها حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كم تبدو جميلة وهي غاضبة من كل المسيئين إليه وإلى سنته وتاريخه .. جداً جميلة !
  • المشهد الثاني : دمعة ألمٍ وحزنٍ ذرفها طفلٌ هناك على عائلته التي فقدها لتوه جراء ذاك القصف الشيطاني الذي استهدف مدينته العريقة صغيرة الحجم، دمعة ألمٍ وحزنٍ لم تجد يداً تلتقطها، ولم تلمح يداً تمسحها أو تعيد لروحها شيئاً من الأمل !
  • المشهد الثالث : نظر بشفقة وحزن إلى أبنائه وملابسهم الرثة، كم يعتصر قلبه وهو ينظر إلى جاره وإلى أبنائه وسعادتهم بهداياهم الجديدة، كم يتألم لتلك النظرات التي يغمرهم بها أبناؤه متحسرين على واقعهم المرير، مُمَنّين أنفسهم بشيء من تلك الماديات ونعيمها .. صعبٌ جداً وقوف العاجزين أمام أحبابهم وأمانيهم !
  • المشهد الرابع : لوهلة شعر بالخوف يخبط أرجاء جسده بعنف، لحظة ضرب السجان فيها الباب بعنفٍ لأول مرة. كم شعر بالكثير من الحنق والغضب تجاه مجتمعه الذي تركه بينما سعى هو لأن يرسم لهم مستقبلاً أجمل من واقعهم التعيس الذي يعيشون، لقد قتلوا فيه حماسته بتجاهلهم غير المبرر له وتخليهم عنه، سلبوا منه جُلّ معاني حياته وهو يتخيل أبناءه يسألون الغرباء لقمات يعيشون بها يوماً آخر .. حتى يخرج إليهم سليماً !
  • المشهد الخامس والأخير : جلس على كرسيّه الخشبي متكئاً عليه، ناظراً من نافذته الواسعة المطلة على مدينته مترامية الأطراف تلك، تفكر قليلاً في حالها وحال شعبها، فتمتم ساخطاً بتلقائية “منافقون”، زفر بضيق وراح يتفكر فيهم وهم يملؤون الدنيا أغانٍ في حب رسولهم الكريم واتباع دينه وقيمه، ثم هم – كما يراهم – أبعد ما يكونون عن تلك المعاني في أيامهم وتعاملاتهم. ابتسم ؛ لأنه يراهم يحاربون العلمانية علانية بينما هم يعيشونها في نفوسهم بشيء من الحماقة أو الخبث. لا يراهم مؤمنين حقاً بكل ما يتكلمون به، فلا تراهم يترجمونها على أرض الواقع، وكأن قناعاتهم كله ليست إلا مجرد صورة تتجرد من روحها .. اتكأ على عكازته قائماً، متمتماً ساخطاً بعباراتٍ غير مفهومة !

11 رأي حول “مشاهدٌ خمسة

  1. Majed


    أحمد .. قد لا يخفى عليك أنّي أزور مدوّنتك ” لعامرة ” بإذن الله ..
    يعجبني فيك .. النبرة الواثقة في الكتابة
    الأسلوب الرشيق
    الفكرة
    تقبل مروري .. تحياتي

  2. طلال بن حسن

    كلام رائع جداً وفي صميم مانراه في أرض واقعنا المعاصر ..فأحسنت فقد أجدت وأفدت .

  3. أجـــــــمـــــل ما قرأت , إسلوب وسلاسة وتعابير شاعرية رقيقة وعميقة ….لقد عشت المواقف كلها وانا اقرأ , هنيئا لك هذه الموهبة , وأسأل الله ان ينفع بك ويحفظك يا غالي …

  4. عادل

    رائع ..
    اسطر مكتوبة من القلب لتصل الى القلب وتصور مشاهدا صادقة نعيشها يوميا

    احسنت ايها المبدع ..

  5. سعيد بادغيش

    اسلوب جميل ومحترف، اسأل الله ان يجعل قلمك منبرا للحق وأهله و سيفا بتارا على اهل الفساد والإفساد .

اترك رداً على عادل إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *