هاي فايڤ

قياسي

كتب هذه التدوينة الصديق مصلح سهلي @MoslehSa 

القيود والقيود

حجم الدهشة يزداد بحجم معرفتنا بالقيود التي تحاصرنا .. زمان ومكان ولادتنا فقط يحددان جل معتقداتنا ..وتحت سلطتي الزمان والمكان نحن محاصرون بما تصل إليه حواسنا من معرفة .. أسرى لتلك الرغبة التي تركن إلى الراحة بدلا من البحث والبحث.. وإن بحثنا فنحن أسرى لما نُشر لنا ..

استبداد التراث الإنساني

بعضنا يكتشف لاحقا في حياته أنه كان أسيرا فيقرر أن يثور .. كان مثلا يظن نفسه أسيرا لتراث السلف فثار ليجد نفسه أسيرا لفلاسفة ما قبل الميلاد وفلاسفة القرون الخمسة الأخيرة من الألفية الثانية..

مهما ثرنا فنحن ربما أسرى حتى لتلك الأفكار التي نحاربها!

السن توب و السن كولا

في سياق الثورات هذه تكثر الأسئلة .. ويكثر النقاش .. حول المعتقدات والوجود والبحث عن الذات .. ينسى الثائر -كما سمى نفسه- حجم القيود التي تنبه لها ..فيزن حقيقة ما وصل إليه أكثر مما يجب .. ينسى أن المعتقدات الشخصية هي مجرد تفضيل لا يمكن للشخص ذاته شرحه أو التعبير عنه .. كثير من إجاباتنا لا معنى لأن نقنع أحدا بها .

في الوضع الطبيعي يطلب شخص ما الببسي على الطعام ويطلب زميله سفن أب .. يمر الأمر بسلام عادة .. لا معنى لأن تسأل شخص “لماذا تشرب هذا ولا تشرب ذاك” ..الثائرون ربما يحولون الأمر لاختبار قناعات !

ربما تغدو الحياة أجمل لو اعتبرنا أن أغلب حواراتنا حول هذه القناعات لا تعدو عن كونها قناعة شخص ما بشرب السن توب .. في زمن آخر أو مكان آخر ربما ستجده يفضل السن كولا..أو لا فرق لديه !

الآن وهنا

ربما أفهم كيف يتراكم الوعي في العلوم التطبيقية علها تسهم في جعل حياة الإنسان أسهل وأجمل .. ولكن يصعب علي الآن أن أفهم كيف يتراكم الوعي في العلوم الإنسانية .. التاريخ والفلسلفة وعلوم الاجتماع الخ .. تراكمها حتى كأدوات لقراءة الواقع واستقراء المستقبل يبدو عبثا .. لولا أنها استعبدتنا .. هم أنفسهم يعرفون أنه باختلاف متغير واحد كالزمن كفيل بجعل النموذج –أي نموذج- غير قابل للقياس .. يعرفون أن التاريخ لم يكن ليعيد نفسه لولا أننا أعدناه لأننا أسرى لـ “التاريخ يعيد نفسه” !

ربما تغدو الحياة أجمل لو عشنا هنا أكثر من عيشنا هناك .. لوهلة تظن أننا نعرف كيف عاش الإنسان الأوروبي أو الأمريكي طوال تاريخه وماذا أردا أكثر مما نعرفه عنا وعن (ماذا نريد حقيقة ) ! .. نعيش إلى الآن تحت وطأة نظريات اجتماعية وسياسية قبل قرون مضت. . ألا يكفينا أن نفكر في حدود ما لم ولن نفتك منهما أبدا .. الزمان والمكان؟ الآن وهنا؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *