قصة قصيرة (٠٢) ؛ مجنون المدينة

قياسي

يحكى أن شابًا اشتهر بين بني بلدته بموهبته في الرسم، كان يرسم في أرض بين الخيال والواقع، لا يعيش عليها غيره، كان مصدر إلهام وريشته لشبان المدينة، ومصدر فخر عند كبار السن فيها.
كثيرًا ما احتفى به أقرانه، أو قضوا ليلة أو اثنتين يحتفلون بإبداع جديد أعلنه عليهم.
بأحد الأيام ؛ سمع عمن يُلقبه الشعب بـ”مجنون المدينة”، هو أقرب للشائعات منه لأي تجسد آخر، أقرب للأسطورة في الرسم على لوحات يصنعها الشيطان، يُقال دائمًا بأنه أفضل من أمسك فرشاته في تاريخ المدينة. حاول ذاك الشاب سؤال البعض عن مجنون المدينة هذا، إلا أن الكل يتهرب من الإجابة، أو ينهره على سؤاله ويعتبر ذلك تهورًا أو تجاوزًا للأدب حتى.
حتى حققت لها إحدى الصدفات أمنيته، بأن جمعته على رصيف مع ذلك المجنون .. صرخ الأخير ؛ “هم يشجعون رسوماتك أكثر منك، لأنها تعني لهم شيئًا، وبهذا كان اهتمامهم، ارسم ما تتمنى أنت بعيدًا عن إراداتهم، وستجدهم ينقرضون من أيامك، يهاجمونك، ويعدونك مجرد مجنون آخر” .. زفر بضيق وأكمل ؛ “لا تأمن لأي امرئ يعجب بأعمالك أكثر منك، لأنك لن تغدو شيئًا عنده إن توقفت قيمة أعمالك فيه”.

رأي واحد حول “قصة قصيرة (٠٢) ؛ مجنون المدينة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *