أنت، الآن

قياسي

أنت، وإذ تُبعث من مماتك، مشرئبًا بمعاني الخيبة،
تذكّر .. تجرد نصيبك من الحياة.
والآن، إذ تختفي عن سطوة الشمس، في فقد أناك،
تذكّر.. ضياع حقك في الكلام.
وقل للدهر، وكشاعرٍ متمكنٍ:
كان على التربة أن تنبت أسفلي تفاحًا،
كان على الواقع أن يحاكي فيّ أمنية،
وكان أن نحت على جبيني بعض غربة،
تنفر كل رفيق محتمل في الطريق.
أنت، وإذ تغرق في بئرٍ ناضبٍ، وقبل أن تستوحش صورتك في السراب،
تذكّر.. تقلبات الأمل غير المعنيّة بانتشالك.
والآن، وقبل انكفائك على ذاتك خجلًا،
تذكّر.. تأوّهات جسدك كلما تجاوزت المعطيات.
واصرخ في الجموع، وكطائرٍ متمرس:
كان على صوتي أن يحملني بعيدًا،
كان على المرآة أن ترسم جناحاي،
وكان أن ضاقت بصيرتي عن رؤياي.
أنت، وإذ يغادرك الصحب في تأجج وحدتك،
تذكّر.. سخرية الحسناء بمشاطرة عبارة حب معك.
والآن، إذ تحمل في وجلٍ، روحك النافقة في راحتك،
تذكّر.. تتابع خدائع تهشم مفردات الألفة في معجمك.
واهمس لمكنونك، وكتائهٍ متهالك:
كان على الدرب ألا يحيد عن خُطاي أكثر،
كان على السرب أن يعي تقلباته أكثر،
وكان أن عِفت تطبيب مدامٍ استوطنتني منهم أكثر.

رأيان حول “أنت، الآن

  1. ايمان

    “تذكّر.. تقلبات الأمل غير المعنيّة بانتشالك.”

    من النصوص الي قرأتها اكثر من مرة … صوت الكلمات فيها مذهل

اترك رداً على ايمان إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *