عالم زيز

قياسي
كتب هذه المقالة الصديق عبدالعزيز عثمان @AzeezOth

طفل جاوز السادسة، ذهب إلى أمه العطوف مستشيراً إياها في اسم "مجلة" يريد إنشاءها..
***
هكذا كانت البداية، طفل عاشق للكتابة، وعشق عوالم الخيال، حيث لا حدود، وحيث يرسم مثالياته كما يشاء.
صاحب ذاك، عشق غير طبيعي لمجلات الأطفال، جاوز عشقه ذاك كل حد، حتى لكأنه يصح أن يطلق عليه "إدمان".
ذات مرّة سأل أستاذه عمّا إذا كانت "الجنّة" بها صحف أو مجلات! وهزئ به أحد زملاؤه: "ماذا تريد أن تقرأ؟ خبر وفاة أحدهم؟" لم يكترث له، لم يحاول أن يشرح له، كان يحب مجلاته، ويعتقد أنها من أمتع متع الدنيا...
***
وكلما كانت السنون تتقدم به، كان يغمره ألم يزداد شيئاً فشيئاً، ألم على واقع "صناعة الترفيه" للأطفال في هذه البقعة من الكوكب.
كم هي هويتنا جميلة، كم هي قيمنا رائعة، كم هو "نموذجنا للحياة المثالية" صالح وناصع ومشرق ووضّاء!
 رغم كل ذاك، يغيب هذا النموذج، وتغيب تلك الهويّة عن الصناعة الاحترافية لترفيه الأطفال. كان الواقع يقول أحد أمرين: إما إنتاجات مستوردة، لا تجسد هويتنا بطبيعة الحال، وإمّا إنتاجات محليّة محدودة، خلفها –في كثير من الأحيان- مبدعون أكفاء، غير أن الواقع والظروف جعلت إنتاجهم محدوداً أو أنه لا يرقى إلى ملئ دنيا الطفل وشغل خياله فعلاً.
وبين هؤلاء فريق ثالث، آمن بالقيم، وغار على الهويّة، فقدم ترفيهاً بدون ترفيه، في عمل أقرب ما يكون إلى "المحاضرة" منه إلى الترفيه، في تجاهل واضح للفرق بين دور "المدرسة" و"المربي"، ودور "وسائل الترفيه".
وبعد ذلك يحق لنا أن نتساءل عن إنتاجنا الترفيهي الموجه للأطفال، الذي نستطيع تقديمه إلى أطفال العالم –دون خجل- بعد أطفالنا لنقول لهم: نحن هنا، ونحن هؤلاء، لسنا بالذي تتصورون!
***
كلما مرّت به الأيام كان يرى الواقع يشتد ألماً، في ذات الوقت الذي يزداد فيه عشقاً لدفاتره، ومحاولة لصناعة عوالمه التي يعشق.
ومنذ ما يقرب من العامين، بدأ يرتب أفكاره، ويشذب آماله وآلامه ليخرج بسؤاله الكبير: ألا نستطيع أن نقدم ترفيهاً حقيقياً يتسم بالإبداع والإدهاش ويتواءم مع هويتنا؟ ألا نستطيع أن نقدم المغامرة والإثارة والضحك التي تشكل فيها القيم أسلوب حياة بدون تقديمها بشكل جامد ممل؟ ألا نستطيع أن ندع أطفالنا يستمتعون فعلاً بدون "مراقبة" أو"تقطيع"؟
***
وهكذا بدأت الأفكار تتجمع، والآمال تتولد، والأفعال والأقوال ترافقان بعضها البعض.
بدأ تصميم العالم، واختار له اسم "زيز" حتى يكون خفيفاً على كل لسان، قريباً من الوجدان.
 وهكذا تجمع –في رحلة طويلة- أبطال ذاك العالم، حيث ثمانية من الرائعين يصحبهم 28 شخصية مساندة تم تصميهما على يد نخبة من فناني رسوم الأطفال.
 وهكذا نوى –والله المستعان- أن يقدم هؤلاء الأبطال من خلال مجموعة من الوسائل الترفيهية المختلفة، وكانت البداية في التركيز على الكتب وإنتاجات الإنترنت.
وهكذا منّ الله عليه خلال الأيام القليلة الماضية بصدور كتابه الأول، كتاب أبطال "زيز" الأوّل، الكتاب الأوّل من سلسلة "مدينة الأحلام"، والذي حمل عنوان "لصوص الغابة" ووصل بفضل الله أماكن بيع المجلات بدول الخليج.
***

وهنا بداية القصة فحسب -إن شاء الله-... بداية رحلة من الترفيه الحقيقي المتواءم مع هويتنا... بداية "زيز" .. جمال الخيال!
انضمّوا لـ"زيز" على الفيسبوك http://www.facebook.com/zeezworld
وتويتر https://twitter.com/#!/ZeeZ_World

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *