نهاية خطها الأبناء

قياسي

سأل أحدهم مرة : أيهما أشد أهمية, الأسلوب أو الفكرة ؟

شخصياً .. أعتقد بأن قوة أحدهما لا تبرر بأي حال من الأحوال ضعفاً للآخر  ..!

وجهة نظري الشخصية تقضي بأن الأسلوب السيء المستخدم في نشر الفكرة الرائعة أشد خطورة من غيره, حتى من الأفكار الخاطئة المثيرة للاهتمام بأسلوبها ؛ أعتقد بأن الأسلوب السيء يخلق لنفسه ردة فعل لدى الأغلبية مهما كانت الفكرة ومهما كانت صحتها, لأن الأسلوب السيء يعكس رفضاً مبدئياً وغالباً مؤبداً, وأعتقد بأن الإنسان بطبيعته يفضل الاستماع للفكرة رائعة الطرح – مهما كانت الفكرة – ولو كان ذلك على حساب أخرى أكثر صحة لو كانت أقل روعة في أسلوب طرحها.

عندما أتفكر في مقولة ” إنما الأمم الأخلاق ” أتصورها تقصد نهاية أمة فقدت أسلوبها في إيصال فكرتها. ستكون النهاية بلا شك, وسيكتب تلك النهاية ويخطها أبناؤها بأنفسهم !

في الطبيعة البشرية كما أتصورها ميلٌ لكل من يُظهر لها احتراماً ولعقلها البشري, وأعتقد بأن الاحترام هنا يُترجم بالأسلوب الرائع. الكلمة القاسية لا يمكن أن تُواجه بلينٍ في قلب, لا أتخيل غير قسوةٍ أخرى تجابهها, ومن المستحيل جداً قبول فكرة ذوبان قاسيان ببعضهما البعض.

تروي القصة عن دخول أحدهم إلى هارون الرشيد, تحكي شدته وقسوته في نصيحة الخليفة يوم ذاك, إلى أن قاطعة الرشيد قائلاً : يا هذا, إن الله أرسل من هو خير منك إلى من هو أشر مني فقال : فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى.

لا تخلق لفكرتك أعداءً بجفاف كلماتك,وحاول أن تسقي حديقتك بشكل مستمر, واكتب في نفسك بأن روعة الأسلوب ماءُ في عالم الكلمات !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *